أجراً يكون على قدر عظمها بجاهه الرفيع، وأحلنا في الدارين في حرزه المنيع وجنابه المريع صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وأصحابه وجميع أتباعه، صلاة وسلاماً يدومان إلى يوم الدين.
قال مؤلفه عفا الله تعالى عنه بمنه لم أطق التطويل في هذا الباب لما اشتمل عليه مما تذوب لسماعه الألباب.
(توفي المختار عام أي ... وعمره صج على المرضي)
قول نزفي مبني للمجهول ونائبه قوله المختار وهو من أسمائه صلى الله تعالى عليه وسلم ومعناه المفضل على جميع المخلوقات أي توفاه الله تعالى أي أماته، صلى الله تعالى عليه وسلم، إكراماً له. قال تعالى:{وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى} وعام منصوب على الظرفية وعامله توفي وأي مجرور بالإضافة أي توفي عام إحدى عشرة من مقدمه المدينة المنورة أي توفي بعد أن مكث فيها عشر سنين وتوفي في أول الحادية عشرة. وقوله عمره بفتح العين وضمها مبتدأ وخبره قوله صج، أي ثلاث وستون سنة، فالصاد ستون والجيم ثلاث والعمر مدة الحياة، والجملة في موضع الحال أي والحال أن عمره حين وفاته ثلاث وستون سنة على القول المرضي، أي المختار المعتمد وأشار به إلى ما في الشمائل عن عائشة وابن عباس ومعاوية أنه صلى الله تعالى عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
قال الإمام البيجوري في شرحه: واتفق العلماء أن هذه الرواية أصح الروايات الثلاث الواردة في قدر عمره، صلى الله تعالى عليه وسلم. ومقابل قوله على المرضي أن عمره ستون سنة وأن عمره خمس وستون. قال البيجوري ورواية أنه ابن ستين محمولة على أن راويها اقتصر على العقود وألغى الكسور. ورواية خمس وستين محمولة على إدخال سنة الولادة وسنة الوفاة، قال واتفقوا على أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أقام بالمدينة عشراً بعد الهجرة كما اتفقوا على أنه أقام بمكة قبل البعثة أربعين سنة وإنما الخلاف في قدر إقامته بمكة بعد البعثة