روح وأجسام بلا عقول أو لاشتغالهم بأمر الخلافة ليكون لهم إمام يرجعون إليه عند التنازع في شيء من أحواله أو لعدم اتفاقهم على موته أو على محل دفنه أو للأمن من تغيره أو ليبلغ موته النواحي القريبة فيحضروا جنازته اغتناماً للثواب، قاله جسوس. وقوله
مكث بضم الكاف وفتحها وقوله سمع بصغة المجهول ومحمد الباقر من التابعين فالحديث مرسل والمساحي بفتح الميم جمع مسحاة بكسرها وهي كالمجرفة إلا أنها من حديد وهي من السحو بمعنى الكشف أو الإزالة، قاله البيجوري وفي الشمائل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال توفي رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء، قال أبو عيسى هذا حديث غريب انتهى. وأبو عيسى هو الترمذي ومعناه ابتدئ في مقدمات دفنه بتجهيزه يوم الثلاثاء فلا ينافي أنه فرغ من دفنه في آخر ليلة الأربعاء، وحيث آمكن الجمع فلا حاجة لما قيل أن هذا الحديث سهو من شريك، قاله البيجوري.
(ودهش الأصحاب إذا مات النبي)
دهش كفرح، تحير أو ذهب عقله من وله، قاله في القاموس. يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، لما مات دهش أصحابه وطاشت عقولهم من عظم المصيبة التي نزلت بهم وحق لهم الدهش. قال جسوس في شرح الشمائل، قال في عيون الأثر لما توفي رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، دهش الناس وطاشت عقولهم واختلفت أحوالهم في ذلك، فأما عمر رضي الله تعالى عنه فكان ممن خبل فجعل يقول والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ابن عمران حين غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم. وأما عثمان فأخرس حتى جعل يذهب به ويجاء وهو لا يتكلم وأقعد علي وأضنى عبد الله بن أنيس من الضنى وهو المرض، انتهى.
وقال القشيري والسلمي سقمت البصائر عند وفاته، صلى الله تعالى