القطعة من السحاب. وقوله من ههنا إلخ .. أي من جميع الجهات، وأغدق السحاب كثر ماؤه واغدودق مرادف له والنادي أراد به أهل الحضر، والبادي أهل البادية والثمال الملجأ والغياث وقيل المطعم في الشدة والفواضل الأيادي الجسيمة، عطف خاص على عام وأبيض مجرور برب مقدرة على ما صدر به الحافظ كالكرماني والسيوطي وجزم به في المغني وهو منصوب. قال الحافظ بإضمار أعني أو أخص، قال والراجح أنه بالنصب عطف على سيدا في البيت قبله وهو:
(وما ترك قومي لا أبا لك سيدا ... يحوط الذمار عند ذرب مواكلي)
انتهى.
وبه قطع الدماميني في مصابيحه ورد على ابن هشام واستظهره في شرح المغني. ومرفوع خبر مبتدء محذوف قاله الكرماني وأفاده القسطلاني عن ضبط الشرف في نسخته من البخاري والذمار بالسكر ما يحق على الإنسان حمايته والذرب بذال معجمة بوزن كتف وسكنت راؤه تخفيفا الحاد والمواكل المتكل على غيره والأرامل المساكين من رجال ونساء انظر المواهب وشرحها، ولما اختلف في سنه عليه الصلاة والسلام حين وفاة أمه وحين وفاة جده عبد المطلب، فقيل ماتت أمه وله أربع سنين وقيل خمس وقيل ست وقيل سبع وقيل ثمان وقيل تسع وقيل هو ابن اثنتي عشرة سنة وشهر وعشرة أيام وقيل مات جده وله ثمان سنين وقيل وشهر وعشرة أيام وقيل تسع وقيل ست وقيل ثلاث وفيه نظر بين الراجح من ذلك فقال:
(وخلفته أمه ابن أربع ... سنين والجد ابن ضعفها فعي)
قوله خلفته أي تركته خلفها أي ماتت عنه وابن في الموضعين منصوب على الحال والجد بالرفع عطف على أمه يعني أنه صلى الله عليه وسلم ماتت عنه أمه الشريفة وهو ابن أربع سنين وكفله بعدها جده أربع سنين ومات عنه وهو ابن ثمان سنين، أما موت أمه وهو ابن أربع فصدر به مغلطاي وتبعه في المواهب وحكاه العراقي والقول بأنه ابن ست قطع به ابن إسحاق وصدر به العراقي وزاد عليها مائة يوم