وقوله بل لعمري أفضلا بل هنا للانتقال بغير أبطال ولعمري مبتدأ وخبره محذوف أي قسمي ولا شك أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أفضل من جميع المخلوقات. (أخطأت) يصح أنه للخطاب، أي أخطأت يا مادح، ويصح أن الضمير للمتكلم أي أخطأت أنا. (إن شبهته بالبدر في الحسن) وكأنه رحمه الله تعالى في هذه الأبيات يشير إلي الأخذ على مجلي حلبة المديح النبوي حيث قال كالزهر في ترف إلخ ... وما فعل الإمام البصيري هو الجاري على ألسنة العرب نظما ونثرا وتأمل قول ابن رواحة أو حسان على الخلاف في ذلك:
(روح من النور في جسم من القمر كحلة نسجت بالأنجم الزهر)
وقول حسان:
(واق وماض شهاب يستضاء به بدر أنار على كل الأناجبل)
وقول أمنا عائشة رضى الله عنها: وقد نظرت إليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، يوما فقالت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنت والله أولي بقول أبي بكر الهذلي ... وإذا نظرت إلي أسرة وجهه .. برقت كبرق العارض المتهلل .. وقد مر قول ابن أبي هالة فيما تقدم يتلألؤ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، وقول أبي هريرة كأن الشمس تجري في وجهه كما مر، وقال جابر بن سمرة فيما مر أن وجهه مثل الشمس والقمر، وهذا كثير جدا. ومن أسمائه، صلى الله تعالى عليه وسلم، النجم والشمس كما في المواهب، والسراج.
(أو جعلته كالبحر في الجود)
أي أخطأت إن جعلته في الجود مثل البحر وجوابه ما تقدم، (أو مثلته بالزهر، في ترف)، الزهر بالفتح النور والترف النعومة، أي وأخطأت إن قلت إنه مثل الزهر في النعومة، ترف كفرح تنعم، وترفته نعمته (أو قلت نحو الدهر في همم)، تهمم الشيء طلبه والهمة بالكسر ويفتح ما