يبلغه المثنون عليك، أي المادحون لك يا رسول الله جميعاً بألسنتهم يا من علا على جميع الخلق بالشرف ففاقهم في حسن ذاته وكمال صفاته البشرية وفاقهم في الإحسان إلى غيره أي الإنعام عليه مع تمام هذين الأمرين فيك يا رسول الله فقد بلغت مرتبة من الحسن لم يبلغها مخلوق سواك كما بلغت من الإحسان إلى الغير ما لم يبلغه مخلوق غيرك فإن الله تعالى بمحض اختياره حجر نعمه أن يصل منها شيء إلى مخلوقه إلا من تحت يده، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقوله علي التمام، على بمعنى مع، كما قررت أي يبلغ المثنون عليك مبلغاً يناسب قدرك، ولو أثنوا عليك أي مدحوك. (مدى الزمان) أي إلى منتهاه ومدى الشيء غايته والزمان اسم لليل والنهار وما اشتملا عليه من الساعات.
(بعد ثناء الله في القرآن ... عليك بالخلق العظيم الشأن)
أي منتهاه. وهذا مقتبس من قول لسان الدين بن الخطيب:
يا مصطفى من قبل نشأة أدم ... والكون لم يفتح له أغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعدما ... أثنى على أخلاقك الخلاق
وقال:
وغذا كتاب الله أثنى مفصحاً ... كان القصور قصار كل فصيح
أي غايته. وقال سلطان المحبين عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه ونفعنا ببركته:
أرى كل مدح في النبي مقصراً ... وإن بالغ المثني عليه وأكثراً
إذا الله أثنى بالذي هو أهله ... عليه فما مقدار ما يمدح الورى
وأشار الناظم بهذا إلى قوله تعالى: } وإنك لعلى خلق عظيم {. قال ابن الخازن لما كانت أخلاقه، صلى الله تعالى عليه وسلم، كاملة وأفعاله الجميلة وافرة وصفها الله تعالى بأنها عظيمة وحسن الخلق قوة نفسانية يسهل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الحميدة والآداب المرضية ويدخل في حسن الخلق التحرز من الشح والتشديد في المعاملات والتحبب إلى