للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور قال وما رأيت نوراً أزهر منها أعظم من نور الشمس بسبعين ضعفاً، وهي تزداد كل ساعة عظماً ونوراً وارتفاعاً ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وناساً من قريش تعلقوا بها وقوماً منهم يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب لم أر أحسن منه وجهاً ولا أطيب ريحاً فيكسر أظهرهم ويقلع عيونهم فرفعت يدي لأتناول منها فلن أنل فقيل لي النصيب للذين تعلقوا بها، فقصها على كاهنه قريش فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق وأهل المغرب ويحمده أهل السماء وأهل الأرض وعق عنه عبد المطلب بجزور يوم سابعه وقيل بكبش. ويلي محمداً في الشهرة أحمد كما في الفتح قاله الزرقاني. وقال المناوي محمد وأحمد أعظم أسمائه وأشهرها وأبلغها، وإليهما ترجع جميع صفاته، قال السهيلي وغيره كان المصطفى أحمد قبل أن يكون محمداً لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب القديمة وتسمية محمد وقعت في القرآن، انتهى. ونحوه في المواهب عن السهيلي ونقل نحوه عن القاضي، قال وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده الناس. قال الزرقاني وكذلك في الآخرة، يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس وأحمد معناه أحمد الحامدين لله تعالى. وقال ابن القيم اختلف في اسمه أحمد فقيل بمعنى فاعل فمعناه أحمد الحامدين، وقيل بمعنى مفعول فمعناه أحق الناس وأولاهم أن يحمد.

(ماذا عسى يا فائق الأنام ... حسناً وإحساناً على التمام

أن يبلغ المثنون باللسان ... طرأ ( ... ))

قوله ماذا ملغاة ولا يصح أن تكون موصولة لأن جملة عسى غير خبرية كما قالوا في قوله:

وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق

وفائق اسم فاعل من فاقه فوقاً وفواقاً، علاه بالشرف، وحسناً وإحساناً منصوب بنزع الخافض، وطرأ حال من المثنون، أي أي شيء عسى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>