(له من الأسماء والصفات ما ... به على كل الأنام قد سما)
يعني انه عليه السلام له من الأسماء الحسنة والأوصاف العلية ما يدل على أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، قد سما أي علا وارتفع على جميع الأنام وهو كسحاب الخلق والمراد بالأسماء الألفاظ التي جعلت دالة على ذاته الشريفة وقد مر أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى والاعتناء بشأنه ولذا يكثرون أسماء الشيء الذي لهم به عناية وقد مر أن أسماءه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أعلام وأوصاف في حقه وإن كانت أعلاماً فقط في حق غيره، فمحمد علم في حقه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وصفة لأنها منقولة من اسم مفعول حمد بالتشديد للتكثير فمعناه المشار لها في بيت الناظم سائر أخلاقه العلية وأوصافه السنية وآدابه الشرعية كالدين والعلم والحلم والصبر والشكر والعدل والزهد والتواضع والعفة والجود والشجاعة والحياء والتوأدة والوقار والصمت والمروءة وحسن العشرة بكسر العين كما في المناوي أي الصحبة والمخالطة، وغير ذلك مما جبل عليه، صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم إن أشهر أسمائه، عليه السلام، كما في المواهب، زاد الشامي: وأجلها: محمد، والمحمد الذي حمد مرة بعد مرة كالممدح. قال الأعشى:
إليك أبيت اللعن كان وجيفها ... إلى الماجد القرم الجواد المحمد
وبها سماه جده عبد المطلب ليطابق ما سماه الله تعالى به، فقيل له لم سميت ابنك محمداً وليس من أسماء آبائك، وعادة العرب تسمية المولود باسم احد آبائه؟ فقال أردت أن يكون محموداً في السماء لله وفي الأرض لخلقه، فحقق الله رجاءه. وقيل سماه بها لرؤيا رآها وهي أنه رأى في المنام كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب، ثم