إليه جميع من ضمه المحشر في الشفاعة يرغب، صلى الله تعالى عليه وسلم، صلاة وتسليماً منه إليه على قدر جاهه العظيم، نسأله سبحانه بمنه أن يحلنا نحن وأحبتنا بجاهه عقب الموت جنات النعيم، آمين، آمين آمين يا أرحم الراحمين. (فهو)، صلى الله تعالى عليه وسلم، (لعمري) قسم اعتراض بين المبتدأ وهو قوله فهو بسكون الهاء وخبره الذي هو قوله (مفرد) أي واحد لا ثاني له (في الحسن) أي ما أعطي له عليه السلام من الحسن الذي لم يشاركه فيه غيره فلا ينافي أن غيره أعطي بعض الحسن فالمنفي إنما هو مشاركة مخلوق له في حسنه بحيث يكون مماثلاً له في الحسن. وقوله (معنى وصورة) أراد بالمعنى الأوصاف الباطنة كالسجايا من كمال العقل والحلم والصبر والزهد والكرم وغيرها وبالصورة الذات الظاهرة وأوصافها المرئية بالبصر قد أوتي عليه السلام من حسن الخلق ما لم يؤته مخلوق غيره وحسن الخلق ملكة نفسانية ينشأ عنها جميل الأفعال، قال العراقي:
بعثه الرحمن بالإرفاق ... كيما يتم صالح الأخلاق
قال المناوي أشار به إلى ما في حديث أحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم عن أبي هريرة مرفوعاً إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق، وفي رواية للبزار مكارم بدل صالح، والمراد بذلك أن الأنبياء بعثوا بمكارم الأخلاق وبعثت منها بما بعثوا وبإتمام ما بقي، انتهى المراد منه. (ولا استثني) أحداً من الخلائق في قولي انه عليه السلام أحسن من جميعها بل ذلك على عمومه بلا خلاف، وقد أوتي، صلى الله تعالى عليه وسلم، كل الجمال والجلال ويوسف أعطي شطر الحسن أي شطر حسن أدم وقيل شطر حسن جدته سارة إذ كانت لا تفارق الحور إلا فيما يطرأ على الآدميات من الحيض وغيره انظر ابن سلطان، وفي الشفا عن انس ما بعث الله تعالى نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتاً أي من الكل فشمل صورة يوسف وصوت داوود وفي الحديث دلالة على جواز مثل هذه الإضافة إذا لم يرد بها المهانة قاله