ما نافية والراؤن جمع راء فاعل أبصر وقط ظرف زمان للتعميم في الزمن الماضي يعني أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، لم ير الراؤون مثله في الحسن فيما مضى ولن يروا مثله فيما يأتي لأنه لا مماثل له في الحسن أصلاً حتى يرى. وفي الترمذي عن علي كرم الله وجهه لم أر قبله ولا بعده مثله. وللعراقي:
يقول من ينعته ما قبله ... أو بعده قط رأيت مثله
ويشمل المثل هنا المساوي فقط أو مع زيادة والمنفي هنا عموم الشبه فلا ينافي نوعاً منه وهو المثبت للذين يشبهون به، صلى الله تعالى عليه وسلم، انظر المناوي. وقال أبو بكر نظرت إلى النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، وليلة مقمرة فجعلت انظر إليه مرة وإلى القمر أخرى، وحسن جماله يزيد على القمر، فقلت صدق الله إذ قال وسراجاً منيراً.
(يا ما أحيلاه وأبهى ... شكله ( ... ))
الشكل الصورة وأبهى معناه أحسن وما تعجبية أي ما أحلاه، صلى الله تعالى عليه وسلم، وما أحسن صورته والتصغير في أحلى للتعظيم وفي الدماميني وغيره أن التصغير لم يسمع إلا في أحسن وأملح، كقوله:
يا ما أمليح غزلانا شدن لنا ... من هؤلياء كن الضال والسمر
وشذ تصغير أفعل مقصوراً على السماع خلافاً لابن كيسان في اطراده، انتهى المراد منهما.
قال مؤلفه عفا الله تعالى عنه بمنه التصغير هنا وإن كان للتعظيم والمحبة فالصواب أن يصان عنه هذا الجناب الرفيع لأنه يدخل الأسماء المعظمة فكذلك المعاني المفخمة، وهذا هو الأبلغ في الأدب في حق من