للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنظرة المنظر والمقدار ... تحفه الرفقة بائتمار

إن أمروا تبادروا امتثالاً ... أو قال قولاً انصتوا إجلالاً

فهو لدى أصحابه محفود ... أي يسرعون طاعة محشود

ليس بعابس ولا مفند ... بذاك عرفته أم معبد

نضرة المنظر حسنه وهي بفتح النون وسكون المعجمة وقوله والمقدار أي وعظم مقداره وتحفه، يطوفون به؛ ويدورون حوله؛ وقوله بائتمار أي مع ائتمارهم بأمره، والمحفود المخدوم، والمحشود من يجتم الناس حوله ليمتثلوا قوله ويهتدوا بأفعاله والعابس كالح الوجه لمن يجالسه والمفند بفتح الفاء وكسر النون مشددة من يكثر اللوم أو المنسوب إلى الجهل وقلة العقل انظر المناوي.

ومن نظم العراقي لوصفه هند بن أبي هالة له عليه السلام:

مفلج الأسنان سهل الخد، أشنب بادن طويل الزند ... عنقه يرى كجيد دمية ... مع صفاء لونه كالفضة ... قال في القاموس: مفلج الثنايا منفرجها وظاهرها اختصاصه بالثنايا ويؤيده إضافته إلى الثنيتين في خبر ابن عباس وقول بعضهم يحتمل الانفراج مطلقاً يرده أن المقام مقام مدح وقد صرح جمع بأن تباعد الأسنان كلها عيب عندهم وسهل الخد أي غير مرتفع الوجنتين وهو معنى أسيل الخدين وأشنب أي لأسنانه غاية البريق واللمعان والبياض وبادن ضخم البدن لا مطلقاً بل بالنسبة لما مر، من كونه شتن الكفين والقدمين جليل المشاش والكتد، ولما كانت البدانة قد تكون من كثرة اللحم والسمن المفرط الموجب لرخاوة البدن وهو مذموم أردفه ابن أبي هالة الوصاف بنفي ذلك فقال: متماسك أي يمسك بعض أجزائه بعضاً، من غير ترجرج ولا استرخاء فهو على الخلق الأول لم يضره السمن فهو لما بلغ السن الذي شأنه استرخاء اللحم كان كالشباب والزند كفلس قال الزمخشري ما انحسر عنه اللحم من الذراع والدمية الصورة من نحو رخام او عاج والمراد الصورة التي بولغ في تحسينها فشبه عنقه بالدمية في الاستواء والاعتدال وبالفضة في اللون

<<  <  ج: ص:  >  >>