للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصاحب القضيب والنجيب ... أدعوك يا رب فكن مجيب

أي أدعوك يا رب بصاحب القضيب والنجيب فأجب دعائي وهذان اسمان من أسمائه عليه السلام. أما صاحب القضيب فمعناه صاحب السيف، كما وقع مفسرًا به في الإنجيل، ففيه معه قضيب من حديد يقاتل به وأمته كذلك، وهذا كناية عن شجاعته وكثرة جهاده، وفتوحاته هو وأمته، صلى الله تعالى عليه وسلم، وقد يحمل على أنه قضيبه الممشوق الذي كان يمسكه وكان يستسلم به الركن ويكون هذا عبارة عن كونه من صميم العرب وخطبائهم لأن عادة عظمائهم وخطبائهم اتخاذ العصي ومعنى الممشوق الويل الرقيق من المشق وهو جذب الشيء ليطول قاله الزرقاني، وقد مر قول العراقي:

وقيل ذا قضيبه الممشوق ... كأن بأيد الخلفا يشوق

وأما قوله والنجيب فظاهره أن من أسمائه عليه السلام صاحب النجيب، والذي في دلائل الخيرات راكب النجيب، وهو الذي في الشفا، وفسره شارحه ابن سلطان بناقته التي كان يركب في حجة الوداع وغيرها. قال فهو تفسير للناقة في قوله راكب الناقة، قال والنجيب يطلق عرفًا على الخفيف السريع من الإبل، انتهى كلامه.

بصاحب المعراج والبراق ... قني فأنت الله خير واق

قوله قني أمر من وقاه إذا صانه وحفظه وحذف متعلقه ليعم الوقاية من كل مرهوب في الدارين أي احفظني يا الله من كل ما يخاف في الدارين بجاه صاحب المعراج وهو محمد، صلى الله تعالى عليه وسلم، والمراد بالمعراج هنا القصة التي اختص هو، صلى الله تعالى عليه وسلم، بها في تلك الليلة، ويطلق المعراج على آلة العروج أي السلم الذي هو مرقاة له درجة من ذهب ودرجة من فضة والله أعلم.

وقوله والبراق الذي في دلائل الخيرات والشفا أن اسمه راكب البراق، والبراق تقدم وصفه في محله.

<<  <  ج: ص:  >  >>