الأنبياء. قال أبو عبيدة كل شيء خلق بعد شيء فهو عاقب، ولذا قيل لولد الرجل عقبه، وكذا آخر كل شيء. وروى ابن وهب عن مالك قال معنى العاقب ختم الله تعالى به الأنبياء وختم بمسجده هذا المساجد، يعني مساجد الأنبياء. وقد زاد يونس عن الزهري عند مسلم الذي ليس بعده نبي، انتهى من الزرقاني على الموطإ. وقوله زاد يونس أي بعد قوله عليه السلام وأنا العاقب. وأما اسمه الحاشر ففي الموطإ وغيره وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي بكسر الميم وخفة الياء والإفراد وبشد الياء مع فتح الميم مثنى روايتان واختلف في معناه فقيل على زماني وعهدي أي ليس بعدي نبي وقيل معناه على أثري أي أنه يقدمهم وهم خلفه لأنه أول من تنشق عنه الأرض وقيل معناه على أثري بمعنى أن الساعة على أثره أي قريبة منه كما قال بعثت أنا والساعة كهاتين. وفي فتح الباري أي على أثري أي أنه يحشر قبل الناس وهو موافق لرواية يحشر الناس على عقبي بالإفراد ولبعضهم بالتثنية ويحتمل أن يريد على زماني إشارة إلى أنه ليس بعده نبي واستشكل بأنه يقتضي أنه محشور فكيف يفسر به حاشر وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة وهي نفع بأدنى ملابسة فلما كان لا أمة بعد أمته لأنه لا نبي بعده نسب الحشر إليه لأنه يقع عقبه انظر الزرقاني على المواهب، وأما المدثر فأصله المتدثر فأدغمت التاء في الدال والمدثر لابس الدثار وهو ما فوق الشعار وهو ما يلي الجسد ومنه الحديث: الأنصار شعاري والناس دثاري، ذكره المناوي. وفي الصحيح أنه عليه السلام قال كنت بحراء فنوديت فنظرت عن يميني وشمالي فلم أر شيئًا فنظرت فوقي فإذا الملك الذي جاءني بحراء على عرش بين السماء والأرض فرعبت منه، ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني، فنزل جبريل وقال يا أيها المدثر، والمعنى يا أيها المدثر بثيابه على ما عليه الجمهور. وعن عكرمة يا أيها المدثر بالنبوءة وأثقالها.