الله عليه وسلم في الجنة تمسكا بحديث إحيائهما له وأنهما آمنا به، قال السيوطي مالت طائفة من الأئمة وحفاظ الحديث إلى أن الله أحياهما حتى آمنا به واستندوا في ذلك إلى حديث ضعيف لا موضوع كما قاله ابن الجوزي فقد خالفه في حديثنا هذا كثير من الحفاظ ووذكروا آنه ضعيف تجوز روايته في الفضائل والمناقب كالخطيب وابن عساكر وابن شاهين والسهيلي والمحب الطبري والعلامة ناصر الدين بن المنير وابن سيد الناس ونقله عن بعض أهل العلم ومشى عليه الصلاح الصفدي والحافظ بن ناصر قال وأخبرني بعض الفضلاء أنه وقف على فتيا بخط شيخ الإسلام ابن حجر أجاب فيها بهذا اهـ وقال العلامة المحقق السنوسي والتلمساني محشي الشفاء لم يتقدم لوالديه صلى الله عليه وسلم شرك وكانا مسلمين لأنه صلى الله عليه وسلم انتقل من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ولا يكون ذلك إلا مع الإيمان بالله تعالى وما نقله المؤرخون قلة حياء وأدب اهـ.
قال الزرقاني وهذا لازم في جميع الآباء وإن قصراه على الأبوين وإلا لزم المحذور اهـ.
وقال القاضي عياض بكاؤه صلى الله عليه وسلم عند قبر أمه ليس لتعذيبها إنما هو على ما فاتها من إدراك أيامه والايمان به وقد رحم الله تعالي بكاءه فأحياها له حتي آمنت به اهـ.
وقال الإمام السيوطي بعد ذكر الحجج على نجاتهما ثم إني لم لم أدع أن المسألة اجماعية غير أنى اخترت أقوال القائلين بالنجاة لأنه الأنسب بهذا المقام وقال في المواهب بعد الإطناب في هذه المسألة ولقد أحسن ابن ناصر الدمشقي حيث قال:
(حبى الله النبي مزيد فضل ... علي فضل وكان به رؤوفا)
(فأحيا أمه وكذا أباه ... لإيمان به فضلا لطيفا)
(فسلم فالقديم بذا قدير ... وإن كان الحديث به ضعيفا)
ثم قال القسطلاني والحذر الحذر من ذكرهما بما فيه نقص فإن ذلك قد يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لأن العرف جار بأنه إذ ذكر أبو