قال الله تعالى:{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا} فيوهم أن الوصف بصيغة اسم المفعول وليس كذلك، انتهى بحروفه. وكذا القسطلاني اقتصر على ضبطه بصيغة اسم الفاعل وقال أي قفى من قبله من الرسل فكان خلفهم وهي لفظة مشتقة من القفو يقال قفاه يقفوه قفوا إذا تأخر عنه ومنه قافية الرأس لمؤخره وقافية البيت، انتهى.
قال الزرقاني عقبه أن ابن الأعرابي قال إن معناه المتبع للرسل لأن معنى قفى: تبع، انتهى.
قال جامعه فعلم من هذا أنه بالكسر لا غير ذلك إذ لم يذكر الفتح فيه ممن تقدم إلا المناوي بعد أن صدر بالكسر وقد مر نفي ابن سلطان للفتح، وتعقبه له والله تعالى أعلم.
وبنبي التوبة الماحي امح من ... قلبي سوى حبك حتى يطمئن
معنى البيت أنه يتوسل باسمين من أسمائه عليه السلام وهما نبي التوبة والماحي أن يمحو الله تعالى من قلبه كل شيء سوى حبه لله تعالى حتى يطمئن قلبه أي يثبت ويرسخ فلا يلتفت إلى غيره. والمحبة الميل إلى ما يوافق المحبوب. قال بعضهم وطمأنينة القلب ثبوته على الإيمان ورسوخه حتى لا يتزلزل، أما اسمه عليه السلام نبي التوبة فإن الأمم رجعت لهدايته عليه السلام بعد ما تفرقت بها طرق الضلال إلى الصراط المستقيم، قاله في المواهب وقال الزرقاني والتوبة الرجوع ولكونه سببًا في توبتهم أضيف إليها وقيل لإخباره عن الله تعالى بقبولها أو لأنه كثير التوبة قال إمام الحرمين إذا أضيفت إلى العباد أريد بها الرجوع عن الزلات إلى الندم عليها وإذا أضيفت إلى الرب أريد بها رجوع نعمه وآلائه، انتهى.
وقال ابن سلطان في شرح قول الشفا وبنبي التوبة أي من حيث أنه يتوب على يده جمع كثير أو لأن توبة أمته حاصلة بمجرد الندامة بخلاف توبة الأمم السالفة فإنها كانت بارتكاب الأمور الشاقة أو لأنه