كثير التوبة لحديث البخاري: إني استغفر الله تعالى في اليوم مائة مرة أو لأن باب التوبة يغلق في آخر هذه الملة، انتهى.
وأما اسمه الماحي ففي الموطأ والصحيحين وغيرهم لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، قوله يمحو الله بي الكفر أي العام أو غلبته على دين الإسلام، ابن التلنمساني معناه يذهب أصله والشرع به حتى يكون معتقدًا ومذهبًا قاله ابن سلطان، وفي المواهب في تفسيره فإنه بعث وأهل الأرض كلهم كفار ما بين عباد أوثان ويهود ونصارى وصابئة ودهرية لا يعرفون ربًا ولا معادًا أو من عباد الكواكب والنار وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء ولا يقررون بها فمحاها برسوله حتى أظهر دينه على كل دين وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار وسارت دعوته مسير الشمس في الأفطار، انتهى، وبعضه بالمعنى.
قوله وأهل الأرض كلهم كفار لا يرد عليه إلياس والخضر لأنهما لما لم يخالطا أهل الأرض لم يعدا من أهلها ولا المتمسكون بما لم يبدل من الشرائع لقتلهم جدًا فكأنهم لا وجود لهم. وقوله وصابئة قال في الكشاف قوم خرجوا من اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة وقال غيره طائفة تميل إلى النصارى واعتقدوا تأثير الأفلاك وقدم العالم وألوهية الشمس وأنكروا الرسالة في البشر والدهرية بفتح الدال انظر الزرقاني.
بكل ما له من الأسماء ... أدعوك يا معلم الأسماء
لما توسل الناظم رحمه الله تعالى بما ذكر من أسمائه، صلى الله تعالى عليه وسلم، على الخصوص توسل بجميع ما له من الأسماء في علم الله تعالى وذلك مظنة الإجابة. وقوله يا معلم الأسماء هو الله تعالى ويحتمل أن يريد تعليمه تعالى أسماء المسميات لمن عرفها له من خلقه على العموم إذ لم يعلم مخلوق شيئًا ولا يعلمه إلا بتعليم الله له، ذلك {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} ويحتمل أن معناه يا