معلم أسماء كل شيء، لآدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، كما قال:{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}.
قال الثعالبي وعلم، معناه وعرف وتعليم آدم هنا عند قوم الهام علمه ضرورة وقال قوم بل تعليم بقول، أما بواسطة ملك أو بتكليم قبل هبوطه إلى الأرض فلا يشارك موسى عليه السلام في خاصيته، انتهى.
وقوله الأسماء أي جميع أسماء بني آدم وأسماء أجناس الأشياء كالفرس والشجرة وغير ذلك قال ابن جزي، وقال البغوي علمه اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة، انتهى. وقال في الذهب الأسماء كلها حتى القصعة والقصيعة والفسوة والفسية، والمعرفة بأن ألقى في قلبه معرفتها فلما تفرق أولاده تكلم قوم بلسان أحبوه وتناسوا غيره، انتهى، نقله الوالد حفظه الله تعالى في الريان.
فلا تخيب سيدي رجاء ... فيك وظني فاستجب دعاء
خاب، يخيب خيبة حرم ولم ينل ما طلب وخيبه الله الرجاء قال الشادلي في شرح خطبة الرسالة تعلق القلب بمطموع يحصل في المستقبل مع الأخذ في عمل محصل له وإن تجرد عن العمل فهو طمع وهو قبيح والرجاء حسن، انتهى.
وقوله بمطموع أي دنيوي أو أخروي ولا يخفى أن اتصافه بكونه مطموعًا إنما هو بعد التعلق ففي العبارة مجاز وقوله وهو قبيح أي شرعًا إن كان المطموع مأمورًا أو عرفًا إن كان دنيويًا انظر العدوي. وقوله إن كان المطموع مأمورًا أي إن كان سببه مأمورًا كالجنة مثلًا، فسببها وهو العبادة مأمور به، وقوله وظني أي حسن ظني فيك وهو أن تنيلني ما سألتك.