فقرأه غدوة حتى يمسي ولا يصلي فيما بين ذلك، كان ذلك قاضيا عنه صلاته؟ قال: فقال الحكم: واللَّه إني لأحسبنك مجنونا، قال: وأنس بن مالك جالس قريب من المنبر على وجهه خرقة خضراء، قال: قلت: يا أنس يا أبا حمزة أذكرك اللَّه؛ فإنك قد صحبت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وخدمته: الحقَّ قلت أم الباطل؟ قال: فلا واللَّه ما أجابني بكلمة، قال: يقول الحكم: يا أنس، قال: لبيك أصلحك اللَّه، قال: وقد كان فات ميقات الصلاة؟ ، قال: يقول أنس: قد كان بقي من الشمس بقيّة، قال: احبساه، قال: فحبست فذهب بي إلى الشمس، قال: فشهدوا أني مجنون، قال جعفر: إنما نجا من القتل بذلك، فكتب الحكم إلى الحجاج: أصلح الأمير، إن رجلا من بني ضبّة قام فتكلّم في الصلاة، قد قامت البيّنة العدول عندي أنه مجنون، قال: فكتب إليه الحجاج: إن كانت قامت البيّنة العدول عندك أنه مجنون فخلِّ سبيله، وإلا فاقطع يديه ورجليه ولسانه، قال جعفر: وأحسبه: واسمر عينيه. . . " (١).
(١) إسناده حسن، المعلى بن زياد هو القردوسي صدوق قليل الحديث زاهد التقريب (٦٨٥٢)، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٧٩ - ٨١) رقم (٣٥)، وبقية القصة تفيد تعرضه للبلاء مرة أخرى وصدق فراسة الحسن فيه، وأبو يعلى في مسنده (٢/ ٥٣٦) رقم (١٤١١)، وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٧٢): "رجاله رجال الصحيح"، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/ ٩٧٦) رقم (١٠٦٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٥/ ٦).