للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الثامن: الآثار الواردة في الخوف.]

[أولا: الآثار الواردة في تعريفه.]

٢٧١ - حدثني أبو محمد، عن عثمان أبي سعيد البصري قال: "سئل بعض العلماء عن الحزن: أي شيء هو؟ قال: هو الأسف، فقيل له: المحزون يهنأ بما هو فيه؟ قال: لا، قيل: ولم ذلك؟ قال: لأن المحزون خائف، ومن خاف اتقى، ومن اتقى حذر، ومن حذر حاسب نفسه، قال: أما موقعه في القلب فهو مخافة أن يعذّب، وأما ما هو: فهو التعظيم لرب العالمين، والحياء منه، ثم أرخى عينيه، ثم قال: لو أن محزونا بكى في أمة لرحم اللَّه تلك الأمة ببكائه، قال: وسئل عالم آخر عن المحزونين لأي شيء حزنوا؟ قال: حزنوا على أنفسهم، وتلهفّوا عليها أن لا تكون مطواعة لرب العالمين" (١).

٢٧٢ - ذكر أحمد بن عمران الأخنس قال: سمعت أبا معاوية، نا الأعمش، عن شقيق قال: "خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخيفة في يوم مخيف، وإذا رجل نائم فأيقظناه وقلنا: تنام في مثل هذا المكان فرفع رأسه فقال: إني أستحي من رب العرش أن يعلم أني أخاف شيئًا دونه ثم ضرب رأسه فنام" (٢).


(١) فيه عثمان أبو سعيد البصري، لم أقف عليه، ولعله عمارة بن مهران المعولي أبو سعيد البصري العابد لا بأس به التقريب (٤٨٩٤)، الهم والحزن (٦٢ - ٦٣) رقم (٧٦).
(٢) إسناده ضعيف، شيخ المصنف متكلم فيه وقد سبق (٦٥)، لكن الأثر صحيح له =

<<  <  ج: ص:  >  >>