(٢) الذي يبدو لي من خلال تام الأثر، أن مراده أنه نافلة على الأفراد؛ لأنه واجب كفائي يقوم به رجال الهيئة والحسبة، فيبقى في حق سائر المسلمين نافلة لقيام بعضهم بالواجب، والواجب الكفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقي. (٣) إذا علمت هذه الصفة في الخوارج وهي أنهم أشرار، فلا تتعقَّد وتنهزم ببارق قولهم، وزخارف كلامهم؛ فإنهم يحرصون على بث الخور، والانهزامية في نفوس مخالفيهم، رجاء تهييجهم وإيغار صدورهم على المسلمين؛ وكم غرّروا بهذه الخدعة بعض حديثي الالتزام بالدين، بتصورهم لكل مخالفيهم بأنهم متخاذلون وخَوَرَة وجَبَنَة، وأنهم هم أصحاب البطولات والجهاد والناصرون لدين اللَّه، ولهذا كان ابن شبرمة رابط الجأش، على يقين من دينه، خبيرا بطرق الشر وأهله، وإنا للَّه وإنا إليه راجعون. (٤) فيه شيخ المصنف لم أجد له ترجمة وإنما ذكره المزي فقط في شيوخه (١٦/ ٧٤)، =