تكمن أهمية البحث في هذا الموضوع في عدة أمور، أختصرها فيما يلى:
١ - مكانة ابن أبي الدنيا العلمية البارزة بين علماء عصره ومن أتى بعدهم ممن اهتم بكتبه، كأبي نعيم والخطيب البغدادي وابن عساكر، فهو أصل لهم في كتبهم جميعا، ولا شك أنهم ينتقون ولا يوردون كل ما ورد عنده، وقد وقفت على آثار كثيرة يغلب على ظني أنها من أفراده، لا سيما وأنه من مظان الأفراد والغريب، كما نص على ذلك علماء الحديث، وكما أشار محققو كتبه -وبعضها رسائل علمية- أنهم لم يقفوا عليها إلا عند المصنف.
٢ - مكانته التوجيهية والإصلاحية حيث كان مؤدبا لأبناء الخلفاء، وكان من نتائجه الميمونة عليهم أن الخليفة المعتضد باللَّه إضافة إلى مآثره الكثيرة -أقتصر على ما يخص جانب الاعتقاد-، ذكر عنه الذهبي أنه منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها، ومنع القُصاص والمنجمين من الجلوس في الطريق، وأخمد فتنًا كثيرة كان يسير إليها بنفسه، وأبطل وقد النيران وشعار النيروز، وهكذا المكتفي باللَّه الذي حارب القرامطة وكان حسن السيرة محبوبا عنده الرعية، كما أنه كان مشاركا في عملية الإصلاح الدعوي بكتبه التي تناولت مواضيع هادفة.
٣ - مكانته عند المؤلفين في الاعتقاد حيث اعتمد من سار بعده على طريقة السلف في العقيدة على مروياته والآثار التي أوردها في كتبه،