للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأهله: فقلت لداود: ما هو؟ قال: كان رجلا يقول بالتكذيب بالقدر" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة ذكر بعض أنواع عذاب القبر الذي يحل بأهل البدع، ولا شك أن المبتدع مستحق للذم والعقوبة، في الدنيا والآخرة، وما ورد في ذلك من الرؤى المنامية، ليس فيها حكم شرعي حتى يتوقف في قبوله، وإنما هي تفاصيل لأحكام ثبتت بالأدلة الشرعية؛ فإن البدعة على أقسام كما سبق، منها الكبيرة والصغيرة، ومنها المكفرة وغير المكفرة، وهي عموما من جملة المعاصي، بل شرٌّ منها، فلذلك فإن هذه الرؤى وكذلك ما يطلع اللَّه بعض عباده على شيء من عذاب القبر يستأنس به، وقد اعتنى علماء المسلمين بذكرها وإيرادها في كتبهم، بل إنهم ألفوا فيها استقلالا كما قال ابن القيم: "وهذه الأخبار وأضعافها، وأضعاف أضعافها، مما لا يتسع لها الكتاب، مما أراه اللَّه سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعيمه عيانا، وأما رؤية المنام فلو ذكرناها لجاءت عدة أسفار، ومن أراد الوقوف عليها فعليه بكتاب "المنامات" لابن أبي الدنيا، وكتاب "البستان" للقيرواني، وغيرهما من الكتب المتضمنة لذلك، وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه" (٢).


(١) إسناده ضعيف، فيه موسى بن عبيدة وهو الربذي ضعيف ولا سيما في عبد اللَّه بن دينار، وكان عابدا التقريب (٧٠٣٨)، المحتضرين (٢٣٤) رقم (٣٥١).
(٢) الروح (١/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>