للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الأول: طلبه للعلم ورحلاته.]

سبق في المبحث الثاني الفصل السابق -عند الكلام على نشأته- الكلام على أن ابن أبي الدنيا رحمه اللَّه اعتنى بطلب العلم من صغره، وأنه تتلمذ على جِلَّة علماء عصره وأفاضلهم بل وأئمتهم.

أما رحلاته فلم يشتهر ابن أبي الدنيا رحمه اللَّه بالرحلة في الطلب، بل كان كما قال الذهبي: "قليل الرحلة" (١)، وفي هذا يقول الدكور نجم عبد الرحمن خلف -بعد تتبع لمشايخه، والنُّتَف المنثورة في سيرته-: "لم يرحل خارج العراق إلا لأداء فريضة الحج، فكان معظم سماعه ببغداد، سواء من شيوخها النازلين بها، أو من الشيوخ الوافدين عليها من البلاد الأخرى، فتكون رحلاته ضمن حدود العراق كالبصرة والكوفة والموصل" (٢).

قلت: ولعل الأولى من هذا القول بأنه اكتفى بمن في بلده (بغداد) من أئمة كبار ومحدثين إضافة إلى من زارها ونزل بها من غيرهم، كان استغناؤه بهم عن الرحلة أمرا لا يقدح في اجتهاده في العلم وحرصه عليه، والدليل على ذلك هو واقع مروياته الواسعة المنوعة المودعة في تآليفه الكثيرة جدًّا.


(١) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٩٩).
(٢) العيال (١/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>