للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة، ذكر فضل أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، وبيان منزلته، وشيء من أعماله ومناقبه، وخلاصة هذه الآثار تورعه عن أكل الحرام، وتقيؤه الطعام المشبوه، ورجاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له أن يأكل من طير الجنة، الذي فهم منه الحسن تعيّن وقوعه لأن اللَّه لا يخيّب رجاء نبيّه، وجوده في العطاء، حيث أعطى جابرا -رضي اللَّه عنه- ألفا بعدد ما ردّه، كما جُودُه في الإعتاق حيث أعتق بلالا وأنقذه من التعذيب، وأعتق سبعة أنفس قبل هجرته إلى المدينة، وكان لصدقه وإخلاصه في الإعتاق لا ينتقى القوي الجلد، الذي قد يرجى منه فائدة وعوض في الدنيا، لأنه لا يريد جزاء ولا شكورا، بل يريد ما عند اللَّه، ومن شدة حيائه أنه كان يتقنع بثوبه عند قضاء حاجته.

وقد عرف له المسلمون هذا الفضل والمكانة، فكانوا يشيدون به وبأفعاله، فهذا ابن عمر يحيل من سأل عن الزهاد والراغبين في الآخرة على قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصاحبيه، وعلي بن أبي طالب شهد له ببعض الفضائل التي اشتهر بها بأنه أوّاه! وأرحم الأمة، وأنه صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في


= الأنصاري فقد وهم"، من عاش بعد الموت (١٩) رقم (٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٢٢٠)، وأورده من طريق المصنف ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ١٥٨) وقال: "ولا أدري إيش قال في عمر، كذا رواه ابن أبي الدنيا في كتابه" ثم نقله من طريق البيهقي وفيه أن: "عمر الشهيد"، ونقل قبل ذلك عن البيهقي قوله: "وقد روى في التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة واللَّه أعلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>