للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عريان، وزينته التقوى، ولباسه الحياء" (١).

٦٠١ - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: "مثل الإسلام كمثل شجرة، فأصلها الشهادة، وساقها كذا وكذا، وورقها كذا شيء سماه، وثمرها الورع، لا خير في شجرة لا ثمر لها، ولا خير في إنسان لا ورع له" (٢).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة بيان الإشارة إلى العلاقة بين العمل والإيمان، وأنه لا غنى بأحدهما عن الآخر، فإذا وجد الإيمان الذي مثَّله السلف بالقائد، ولم يوجد السائق وهو العمل والذي يراد به الإسلام الذي مقابل الإيمان، ومَثَّل بعضهم الآخر الإيمان بدون الأعمال بأنه عريان ولباسه الأعمال الصالحة، بينما مثَّلَه بعضهم الآخر بالشجرة التي لها أصل وهو الشهادتان، وفروع وأوراق وثمر وهي باقي الأعمال الصالحة؛ فإنه وإن كان الإيمان هو القائد، فالقائد لا يسير بدون سائق يسوقه، والسائق لا يعرف كيف يسير بدون قائد يقوده ويوجهه، وهكذا الإيمان بدون تقوى ولا حياء كعريان لا حِلْية له ولا لباس، وكذا الشجرة لا تكون بدون أصلها وجذورها إلى مثَّلَها طاووس بالشهادتين، ولا شك أن قصده ليس مجرد النطق بهما، بل النطق مع ما يتضمنه من الإيمان الباطن من الإقرار


(١) سبق (٥٧٥) الأثر قريبا.
(٢) سبق الأثر قريبا (٥٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>