للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمن الأثر السابق قاعدة مهمة من قواعد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، وهي قطع الطمع عن إدراك الكيفية، وذلك في دعاء السجين بقوله: "يا من لا يعلم كيف هو إلا هو"، وهو أثر مهم جدا، حيث تضمن إثبات كيفية للَّه عَزَّ وَجَلَّ، وأن هذه الكيفية لا يعلمها إلا هو من نفسه، وهذه العبارة وردت كما سبق في التخريج في رسالة عبد العزيز بن الماجشون في الرد على الجهمية، ولأهميتها ودقتها نوّه بها العلماء ونقلوها واستشهدوا بها على مذهب أهل السنة ومرادهم، قال شيخ الإسلام: "بيَّن -أي الإمام مالك في أثره المشهور في الاستواء- أن كيفية استواءه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به، وكذلك مثل هذا في كلام عبد العزيز بن عبد اللَّه الماجشون، وغير واحد من السلف والأئمة، ينفون علم الخلق بقدره وكيفيته، وبنحو ذلك قال عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون في كلامه المعروف" (١)، ولهذا قال الشيخ خليل هراس في تعليقه على


= للسبكي (٩/ ٧٤)، عن عبد العزيز ابن الماجشون رحمه اللَّه في رسالة قيّمة كتبها في الرد على الجهمية قوله: ". . . فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو" رواه عنه ابن بطة في الإبانة (٣/ ٦٤)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٣/ ٥٥٦ - ٥٥٧) رقم (٨٧٣)، والذهبي في العلو (١٤١ - ١٤٢) وصححه، وكذا الألباني في مختصره (١٤٦) هامش (٢)، وابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/ ٤٢).
(١) درء التعارض (٢/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>