للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة بيان فضل التوحيد، وعظيم منزلة شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وقد تنوعت دلالتها على ذلك، حتى انتظمت تحت أنواع من النصوص كل نوع تحته مجموعة غير يسيرة من الآثار، وهى فضائل كثيرة لا يمكن استقصاؤها (١)، وإنما الغرض التنبيه بتنويعها على أهمية ما دلت عليه وفضله، كما قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه اللَّه "ليس شيء من الأشياء له من الآثار الحسنة، والفضائل المتنوعة مثل التوحيد؛ فإن خير الدنيا والآخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله" (٢).

فتفاضل الأعمال يكون بحسب التوحيد الذي في القلب، قال ابن القيم: "الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة، والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه، حتى لتكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا اللَّه تعالى" (٣).

وهو أعظم نِعَمِ اللَّه على العبد قال ابن القيم: "ما مُنِح العبد منحة أفضل من منحة القول الثابت، ويجد أهل القول الثابت ثمرته أحوج ما


(١) انظر كلمة الإخلاص لابن رجب (٥٦).
(٢) القول السديد في مقاصد التوحيد (٣/ ١١) ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ.
(٣) المنار المنيف (٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>