للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمن أثر حماد بن زيد السابق، اعتناء السلف بكلامهم وحرصهم على حفظه، حيث أثنى حماد على أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- في وصيته بالجماعة، وحثه على اتباع ما أجمعت عليه الأمة، والكون مع الجماعة حيث كانت، وبيّن أن وجه ذلك كونه يسد أي منفذ يحاول مبتدع النفوذ من خلاله ليبتدع في الدين، وهذه عادة السلف رحمهم اللَّه أنهم لا يذكرون بعض الكلام ولو كان حقا، حتى لا يتخذ ذريعة للبدع، لا سيما في بعض الأوقات كأوقات الفتن ونحوها، فهذا سفيان الثوري عليه رحمة اللَّه يصفه عمرو بن حسان بقوله: "كان سفيان الثوري نِعْمَ المداوي؛ إذا دخل البصرة حدث بفضائل علي، وإذا دخل الكوفة حدث بفضائل عثمان" (١)، وهذا داخل في السياسة الشرعية، ورعاية المفاسد والمصالح، قال شيخ الإسلام: "ومن العلم ما يضر بعض النفوس؛ لاستعانتها به على أغراضها الفاسدة، فيكون بمنزلة السلاح للمحارب، والمال للفاجر" (٢).


= عنه الناس، ولم أر في حديثه شيئا منكرا، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه"، قلت: فلعل هذا الأثر لا سيما محل الشاهد منه حسن؛ فإن فيه زيادة اهتمام بالخبر وإعادته على حماد بن زيد واللَّه أعلم، المحتضرين (٥٨ - ٥٩) رقم (٥٠)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٤٠٠).
(١) الحلية (٧/ ٢٧).
(٢) الاستقامة (٢/ ١٦٠)، وانظر المجموع (٣/ ٣١١ - ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>