للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الباب، فسلّم علينا، وقال: أطيعوا اللَّه لا يعصكم" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة بيان منزلة اليقين والحث على أعلى مراتبها كما في أثر عمر بن عبد العزيز والحسن، أن يكون المؤمن كمن عاين ما أعد اللَّه لعباده من الثواب والعقاب، وذلك أن اليقين درجات يرتقي فيها العبد في هذه الدنيا ليصل إلى كمالها بإذن اللَّه، وقد ذكرها أبو بكر الوراق فقال: "اليقين على ثلاثة أوجه: يقين خبر، ويقين دلالة، ويقين مشاهدة قال ابن القيم شارحا لذلك: "يريد بيقين الخبر: سكون القلب إلى خبر المخبر، وتوثقه به، وبيقين الدلالة: ما هو فوقه، وهو: أن يقيم له مع وثوقه بصدقه الأدلة الدالة على ما أخبر به، وهذا كعامة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن؛ فإنه سبحانه مع كونه أصدق الصادقين يقيم لعباده الأدلة والأمثال والبراهين على صدق أخباره، فيحصل لهم اليقين من الوجهين: من جهة الخبر، ومن جهة الدليل، فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة وهي: يقين المكاشفة؛ بحيث يصير المخبر به لقلوبهم كالمرئي لعيونهم، فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين،


(١) إسناده حسن، الفيض بن إسحاق ذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ١٢) وقال: "كان ممن يخطئ"، وقال عنه ابن سعد في الطبقات (٧/ ٤٨٦): "كان صاحب حديث وخير وغزو"، الفرج بعد الشدة (٨٣ - ٨٤) رقم (٥٨)، وأورده التنوخي في الفرج بعد الشدة (١/ ٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>