للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سله عما كنا فيه، فسألته فقال: من لم يتكلم بغير الرضا، فهو راض، قال حفص: وسألت الفضيل بن عياض فقال: ذلك للخواص" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة بيان معنى الرضا وتعريفه، وهي عبارات مختلفة فسليمان الداراني عرفه بأنه الرضى في كل شيء، وأبو عرفه بأنه السلوة عن الشهوات، والفضيل عرفه بأنه عدم تمني منزلة فوق ما أنت عليه، وقريب منه تعريف ابن المبارك، وأبو بكر بن عياش عرفه بأنه عدم التكلم بغير الرضا، قال ابن رجب: "الرضا انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمني زوال الألم، وإن وجد الإحساس بألم، لكن الرضا يخففه ما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية" (٢)، وقد استحسن شيخ الإسلام بعض هذه التعاريف لا تكلم عما أورده القشيري من ذلك ووجهها بقوله: "ذكر آثارا حسنة، بأسانيد حسنة، مثل ما رواه عن الشيخ أبي سليمان الداراني أنه قال: إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راض. . . وذكر عن الشيخ أبي


= المائة، وروايته في مقدمة مسلم، التقريب (٧٩٨٥).
(١) إسناده حسن، حفص بن حميد صدوق التقريب (١٤١٣)، وأبو عبد اللَّه المروزي هو أحمد ابن نصر الخزاعي كما سبق (٢٥٩) تحقيقه، وليس محمد بن نصر الفقيه كما حققه السلفي واللَّه أعلم، الرضا عن اللَّه بقضائه والتسليم بأمره (٣٣ - ٣٤) رقم (٢٢).
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>