للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "يهون موقف يوم القيامة على المؤمن، ويطول على الكافر حتى يلجمه العرق من شدّة كربه" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمن الأثران السابقان بيان هوان الموقف -بكل أهواله السابقة في المبحث المنصرم- على المؤمن، قال عبد الحق الإشبيلي -لما ذكر بعض أهوال يوم القيامة-: "فمن الناس من يخفف عليه اليوم حتى لا يجد فيه مشقة طول، ولا يرد له فيه رغبة ولا سؤل. . . فمن الناس من يطول مقامه وحبسه إلى آخر اليوم، ومنه من يكون انفصاله في ذلك اليوم في مقدار يوم من أيام الدنيا، وفي ساعة من ساعاته، أو فيما شاء اللَّه من ذلك، أو يكون رائحا في ظل كسبه وعرش ربه. . . فتفكر أيها الإنسان في طول ذلك اليوم، وفي طول ذلك القيام فيه مع ذلك الحال الأخطر، والفزع الأكبر، والهول الذي لا يكَيَّف ولا يقَدَّر، فاختر لنفسك كم تريد أن تقف فيه، وكيف تريد أن تكون فيه، ما دام النظر إليك، والاختيار بيديك، مع توفيق ربك -عَزَّ وَجَلَّ- ومعونته إياك" (٢).

وهذا التخفيف الذي يحصل للمؤمن إنما يكون بقدر أعماله الصالحة، وليس على درجة واحدة للجميع، فالكامل للكُمَّل، ودونه لمن


(١) إسناده ضعيف، فيه خليد بن دعلج ضعيف التقريب (١٧٥٠)، الأهوال (١٣١) رقم (١٠٤).
(٢) العاقبة (٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>