لم أجد أثناء بحثى من نص على عقيدة ابن أبي الدنيا -رحمه اللَّه-، إلا أنه من الواضح جدا أنه كان سلفي المعتقد، على طريقة الصحابة والتابعين، متبعا لهم، معظما لآثارهم، جامعا لأقوالهم، وناصرا لمذهبهم، وهذا يدرك بالنظر أولا إلى شيوخه الذين تتلمذ عليهم، فهم ليسوا فقط على مذهبهم، بل أئمة فيه، أصحاب القدم الراسخة والقدح المعلَّى، ولو لم يكن إلا إمامهم الإمام أحمد الذي يلقب بإمام أهل السنة والجماعة، والبخاري صاحب الصحيح، إضافة إلى العدد الكبير الذي ألفه من الكتب سواء المطبوع والمخطوط منها أو المفقود، أما المطبوع والمخطوط فيوجد فيها مخبآت وأقوال فريدة وفوائد عديدة في عقيدة السلف، وأما المفقود فيلحظ من عناوينها اهتمام هذا الإمام بعقيدة السلف وحرصه على تدوينها ونشرها.
فالإخلاص، وأعلام النبوة، وآخر الزمان، وأخبار معاوية، وحلم معاوية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنزال الحاجة باللَّه، والأنواء، والأهوال، والأولياء، والبعث والنشور، والتقوى، والتوبة، والتوكل، وحسن الظن باللَّه، والخائفين، والدعاء، ودلائل النبوة، وذكر الموت، وذم الرياء، والرضا عن اللَّه، والرقى، وسدرة المنتهى، والسنة، وشجرة طوبى، والشكر، والصبر، وصفة الجنة، وصفة الصراط، وصفة الميزان، وصفة النار، وفضائل علي، وفضائل لا إله إلا اللَّه، والقبور، وكرامات الأولياء،