للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعصى، ومن حلمك أنك تُعصى وكأنك لا ترى، وأي زمن لم يعصك فيه سكّان أرضك؟ ، فكنت واللَّه بالخير عليهم عوَّادا" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة فهم السلف لمعاني الصفات، وفقههم لها، حيث فهمت أخت ابن المعذل قوة الرب وغناه، وأن المتصف بهذه الصفات هو الذي يقويها ويغنيها، كما أن نصيحة أبي الأسود الدؤلي لابنه فيها أن صفات اللَّه هي صفات كمال لا نقص فيها بحال، ولذلك فإن إحسانه وبره لا ينقطع عن خلقه، بخلاف العبد فإن قدرته محدودة وغناه مقيد، وكراهية مجاهد لمن سأل اللَّه أن يدخله في مستقر رحمته، وفسّر ذلك بأن مستقر رحمته هو نفسه، وكذا كراهية إبراهيم النخعي نسبة القراءة لابن مسعود، واستحبابه نسبة فعل القراءة إليه، دليل واللَّه أعلم أنه فهم من صفة كلام اللَّه أنه هو المتكلم به ابتداء، وأن المتكلم به بعده إنما مؤدٍ لكلام رب العالمين، فيفرق واللَّه أعلم بين القراءة التي هي المقروء نفسه وهو كلام اللَّه، والفعل الذي يصدر من العبد، وفي مناجاة ابن ثعلبة للَّه فهم من صفة كرم اللَّه تعالى منتهى الكمال حيث يحسن لعباده رغم


= أثبت ما في المطبوع.
(١) إسناده حسن إلى صاحب الأثر، شيخ المصنف هو ابن أبي حاتم الإمام المشهور، وعبد الصمد بن محمد هو ابن مقاتل العباداني قال عنه تلميذه ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (٦/ ٥٢): "صدوق"، وأبوه محمد قال عنه في التقريب (٦٣٦٠): "صدوق عابد"، الشكر (٨٦ - ٨٧) رقم (٤٦)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>