للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة نهي السلف عن الخصومة في الدين، ولهم في ذلك ملاحظ لاحظوها، فعللوا ذلك بأنها تورث الشنآن والبغضاء، وتنافي الورع، وتورث الشك والتنقل والتلون في الدين، وهي طريقة أهل البدع الذين يخوضون في آيات اللَّه، ولذلك لم تكن من طريقة أهل السنة كما قال الإمام أحمد في رسالته لأبي عبد الرحيم الجوزجاني من خراسان يذكر احتجاجات المرجئة فقال له أحمد: "اعلم رحمك اللَّه: أن الخصومة في الدين ليست من طريق أهل السنة" (١)، وقال البربهاري: "الكلام والخصومة والجدال والمراء محدَث، يقدح الشك في القلب، وإن أصاب صاحبه الحق والسنة" (٢)، وعن أبي يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهم اللَّه تعالى قال: "مذهب أهل الجماعة عندنا، وما أدركنا عليه جماعة أهل الفقه، ممن لم يأخذ من البدع والأهواء: ولا يخاصم في الدين؛ فإنها من أعظم البدع. . . والخصومة في الدين بدعة، وما ينقض أهل الأهواء بعضهم على بعض بدعة محدثة، لو كانت فضلا لسبق إليها أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأتباعهم فهم كانوا عليها أقوى ولها أبصر"، وعلق شيخ الإسلام على كلامه بقوله: "ما ذكر أبو يوسف في أمر الجدال هو يشبه كلام كثير من


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٣٩٠).
(٢) شرح السنة (٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>