للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أئمة السنة يشبه كلام الإمام أحمد وغيره" (١)، ومن هنا "جعل العلماء من عقائد الإسلام ترك المراء والجدال في الدين، وهو الكلام فيما لم يؤذن في الكلام فيه: كالكلام في المتشابهات من الصفات والأفعال (٢) وغيرهما، وكمتشابهات القرآن" (٣)، بل يؤمن بكل ما في القرآن والسنة فهم معناه أم لم يفهم، وقد بين الشاطبي رحمه اللَّه علاقة الخصومة بأهل البدع فقال: "لما كان اتباع الهوى أصل الابتداع، لم يعدم صاحب الجدال أن يماري ويطلب الغلبة" (٤).

فحال أهل الجدل والخصومات شك في المعتقد، يتبعه تنقل وكثرة التلون، ثم ينتج عن ذلك تشاحن وتباغض وتنافر، قال شيخ الإسلام: "أهل الكلام أكثر الناس انتقالا من قول إلى قول، وجزما بالقول في موضع وجزما بنقيضه وتكفير قائله في موضع آخر، وهذا دليل عدم اليقين. . . أما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبرا على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن، وهذه حال الأنبياء وأتباعهم من المتقدمين، كأهل الأخدود ونحوهم، وكسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة" (٥)، ثم بين رحمه اللَّه علاقة هذه


(١) مجموع الفتاوى (١٦/ ٣٧٥ - ٣٧٦) بتصرف.
(٢) الصواب أن معاني الصفات ليست من المتشابه، ولعله يريد الكلام في الكيفيات التي خاض فيها أهل البدع.
(٣) الاعتصام (٢٤٥).
(٤) المصدر السابق.
(٥) المجموع (٤/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>