للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة بيان أنواع التوسل إلى اللَّه -عزَّ وجلَّ- وأنه: يكون بطاعته، أو بأسمائه وصفاته، أو بطلب الدعاء من الصالحين الأحياء ورجاء الاستجابة.

فأما التوسل بالطاعات: فقد تنوعت الآثار في الدلالة على هذا النوع فهي إما عامة في اتخاذ الطاعات وسيلة إلى اللَّه كقول الأعرابي، وإما آثار وردت في توسل بعض السلف ببعض أنواع العبادة كالتوسل بحب اللَّه ورسوله، والتوسل ببعض الأذكار كقول لا حول ولا قوة إلا باللَّه.

وأما التوسل بالأسماء والصفات: فقد وردت فيه آثار متنوعة أيضًا، اشتملت على سؤال اللَّه تعالى ببعض أسمائه وصفاته، قضاء بعض الحاجات، سواء الأخروية كطلب الرحمة، أو الدنيوية كالفكاك من الأسر أو جور السلطان، وليست هذه التوسلات من أولئك السلف أمرا عفويا حصل اتفاقا، بل كان هذا منهجا عاما لهم كما في قول حميد بن هلال: قال رجل: "رحم اللَّه رجلا أتى على هذه الآية: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ


= عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣٥٧)، وانظر عمدة القاري (٧/ ٣٢)، وذكر ابن عبد البر أن ألفاظ هذا الأثر لم ترد في سياق واحد انظر الاستيعاب (٢/ ٨١٤) ثم قال: "هذا واللَّه الوسيلة إلى اللَّه -عزَّ وجلَّ- والمكان منه"، وانظر التلخيص الحبير (٢/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>