[المسألة الخامسة: الآثار الواردة في سد ذرائع الشرك.]
٣٦١ - حدثني محمد قال: حدثني عمر بن حفص قال: حدثني سكين ابن مكين هذا قال: "لما مات ورّاد العجلي، فحملوه إلى حفرته، نزلوا ليدلوه في حفرته، فإذا القبر مفروش بالريحان، فأخذ بعض القوم الذين نزلوا القبر من ذلك الريحان شيئا، فمكث سبعين يوما طريا لا يتغيّر، يغدو الناس ويروحون ينظرون، إليه، قال: وكثر الناس في ذلك، حتى خاف الأمر أن يفتن الناس، فأرسل إلى الرجل، فأخذ ذلك الريحان، وفرّق الناس، ففقده الأمير من منزله، لا يدري كيف ذهب"(١).
٣٦٢ - كتب إلي أبو عبد اللَّه محمد بن خلف بن صالح التيمي عن إسحاق بن أبي نباتة من بني عمرو بن سعد بن زيد مناه بن تميم: "مكث ستين يؤذن لقومه في مسجد بني عمرو بن سعد وكان يعلم الغلمان الكتاب، ولا يأخذ الأجر، ومات قبل أن يحفر الخندق بثلاثين سنة، فلما حفر الخندق وكان بين المقابر ذهب بعض أصحابه يستخرجه ووقع قبره في الخندق، فاستخرجوه كما دفن لم يتغير منه شيء، إلا أن الكفن قد جفّ عليه ويبس، والحنوط محطوط عليه، وكان خضيبا فرأوا وجهه مكشوفا وقد فصل الحناء في أطراف لحيته، فمضى المسيب بن زهير إلى أبي جعفر وهو في قصر أم موسى بنت هشام بن عبد الملك على شاطئ
(١) فيه سكين لم أعرفه، الرقة والبكاء (١٩٣ - ١٩٤) رقم (٢٧١)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٣/ ١٦٢).