للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن المبارك -رحمه اللَّه- كما في نهاية القصة أن ذلك المكان طمس فلم يعد يعرف واللَّه أعلم.

وأما منافاته للتوحيد: ففى انتفاض هارون وماروت من قول: لا إله إلا اللَّه، وتعليلهم ذلك بأنهما لم يسمعاها منذ فارقا العرش، وهذا حق قال ابن القيم: "قَلَّمَا يتأتَّى المسحر بدون نوع عبادة للشيطان، وتقرب إليه: إما بذبح باسمه، أو بذبح يقصد به هو، فيكون ذبحا لغير اللَّه، وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق، والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان، فهو عبادة له وإن سماه بما سماه به؛ فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه" (١)، ومن هنا أورده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد مبوبا له بقوله: "باب ما جاء في السحر" قال شارحه عبد الرحمن بن حسن: "لما كان السحر من أنواع الشرك؛ إذ لا يتأتى السحر بدونه. . . أدخله المصنف في كتاب التوحيد ليبين ذلك تحذيرا منه، كما ذكر غيره من أنواع الشرك" (٢).

وأما عقوبة صاحبه: فهي القتل كما هو صريح في الأثرين، وهو مذهب الجمهور إلا الشافعي الذي علق القتل بالسحر الذي يكون كفرا لا مطلق السحر، ومذهب الجمهور أولى وأرجح لفعل الصحابة له من غير نكير فكان كالإجماع واللَّه أعلم (٣).


(١) بدائع الفوائد (٢/ ٤٦١).
(٢) تيسير العزيز الحميد (٣٨٢)، وانظر رسالة الشرك ومظاهره (١٦٢).
(٣) انظر المغني (٩/ ٣٦)، تيسير العزيز الحميد (٣٩٠ - ٣٩١)، وفتح المجيد (٣٩٤ - ٣٩٥)، والمسألة توسعت فيها الأستاذة حياة با أخضر في موقف الإسلام من السحر (٢/ ٥١٤ - ٥٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>