مسلما يحدث عن طلق بن حبيب قال:"لما قتل عثمان رحمه اللَّه، وفدنا وفودا من البصرة نسأل فيم قُتل؟ فقدمنا المدينة، فتفرّقنا فمنا من أتى عليا، ومنا من أتى الحصن، ومنا من أتى أمهات المؤمنين، فأتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين ما تقولين في عثمان؟ قالت: قتل واللَّه مظلوما، لعن اللَّه قتلته، أقاد اللَّه به ابن أبي بكر، وأهرق به دماء بني بديل، وأبدى اللَّه عورة أعين، ورمي الأشتر بسهم من سهامه، فما منهم أحد، إلا أصابته دعوتها"(١).
[التحليل والتعليق]
تضمنت الآثار السابقة بيان فضل عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه-، حيث ورد
(١) مداره على حزم القطعي وهو صدوق يهم التقريب (١٢٠٠)، مجابو الدعوة (٨٩) رقم (٥٤)، والبخاري في الأوسط (المطبوع باسم التاريخ الصغير) (١/ ١٢١) وفيه زيادة مهمة وهي قول طلق: "لا واللَّه إن بقى من القوم رجل إلا أصابته دعوتها: أخذ ابن أبي بكر فأقيد، ودخل على أعين بني تميم رجل فقتله، وخرج ابنا بديل في بعض تلك الفتن فقتلا، وخرج الأشتر إلى الشام فأتي بشربة فقتلته"، ومختصرا جدا في الكبير (٤/ ٣٥٨)، وابن شبة في أخبار المدينة (٢/ ٢٦٥)، والطبراني في الكبير (١/ ٨٨) رقم (١٣٣)، وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ٩٧): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير طلق وهو ثقة"، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٦/ ٣٨١) من طريق المصنف وغيره، وعلق بقوله: "المحفوظ أن عائشة لم تكن وقت قتل عثمان بالمدينة وإنما كانت حاجة، وقوله في إسناده: "زياد بن مخارق" وهم وإنما هو: "زياد ابن مخراق"، وقد روى البخاري بعض هذه الحكاية في تاريخه فقال: "حدثني يحيى بن موسى نا أبو داود نا حزم القطعي نا أبو الأسود سوادة أخبرني طلق بن خشاف فاللَّه أعلم بالصواب".