للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة الإشارة إلى بعض أشراط الساعة، فمن ذلك قربها، وبعثة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في نسمها، وهو أول وقتها، وأنه لم يبق لقيامها إلا قليل القليل، كعين الغدير، شرب صفوها وبقي كدرها، وأنها لا تقوم إلا على شرار الناس الذين لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، يتهارجون تهارج البهائم في الطريق، يأتي أحدهم المرأة في الطريق، ويتضاحك مع جلسائه، تنتقص العقول، وتعزب الأحلام، ويكثر الهم، وتقع علامات الحق، ويظهر الظلم، وترفع الأمانة، وترفع الرحمة، ويقطع الرحم، وتقطع الصدقة، ويلجم الناس الشح، وتسمع أصوات من السماء تخبر بقربها، ثم الصيحة فتلهو كل والدة عن ولدها، ثم الآيات الست التي ذكرها حذيفة -رضي اللَّه عنه- قبل وقوعها.

فأما قربها: فلقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)} (١)، وغيرها من الآيات الصريحة، قال صديق حسن خان: "والآيات في ذلك كثيرة. . . والأحاديث في الباب لا تكاد تحصى، ولا يقال: كيف يوصف بالاقتراب ما قد مضى قبل وقوعه ألف ومئتان وأربع وتسعون عاما؟ لأن الأجل إذا مضى أكثره وبقي أقله فهو قريب"، (٢)، إلا أن الصنعاني رحمه اللَّه


= (٨/ ٤٢٧).
(١) سورة القمر، الآية (١).
(٢) الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>