للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الأول: الآثار الواردة في أن أسماء اللَّه حسنى.

٣٨٧ - حدثنا الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة بن ربيعة، عن رجاء ابن أبي سلمة (١) قال: "الحلم أرفع من العقل، لأن اللَّه تسمى به" (٢).

[التحليل والتعليق]

تضمن أثر رجاء بن أبي سلمة أن أسماء اللَّه تعالى حسنى وليست حسنة فقط، وذلك أن الحِلم بكسر الحاء في اللغة هو العقل والأناة، وهو ضد السفه (٣)، فرغم أنهما يجتمعان في المعنى العام لكن اللَّه تسمى باسم الحليم ولم يتسم بالعاقل؛ لأن له الأسماء الحسنى، وهذه قاعدة مهمة من قواعد السلف في باب الأسماء والصفات، قال ابن القيم: "له من كل صفة كمال أحسن اسم، وأكمله، وأتمه معنى، وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص، فله من صفة الإدراكات العليم الخبير دون العاقل الفقيه، والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر، ومن صفات الإحسان البر الرحيم الودود دون الرفيق والشفوق ونحوهما، وكذلك العلي العظيم دون


(١) هو رجاء بن أبي سلمة -مهران-، أبو المقدام الفلسطيني، أصله من البصرة، ثقة فاضل، مات سنة (١٦١ هـ) وله سبعون سنة، التقريب (١٩٢٤).
(٢) إسناده حسن، ضمرة بن ربيعة صدوق يهم قليلا، التقريب (٣٠٠٥)، الحلم (٢٩) رقم (١٥)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٢) و (٦/ ٩٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٣٥٦) رقم (٨٤٩٨)، وذكره السيوطي في الدر ونسبه (٢/ ٣٥٦) ونسبه لابن أبي حاتم والبيهقي، ثم (٤/ ٤٥٥) ونسبه لأبي الشيخ من قول أبي ضمرة -رضي اللَّه عنه-.
(٣) لسان العرب (٣/ ٣٠٤ - ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>