للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة: "إن في الجنة شجرة ثمرها زبرجد وياقوت ولؤلؤ، فيبعث اللَّه -عزَّ وجلَّ- ريحا فتصفق، فيسمع لها أصوات لم يسمع ألذّ منها" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة إثبات أن لأهل الجنة غناء وسماعا في جملة نعيمهم، وأن الذي يغني لهم إما الحور العين، أو تسمعهم الملائكة تمجيد اللَّه وتسبيحه، أو أصوات تصدر من أجام وأشجار الجنة، تصدر عندما يرسل اللَّه عليها ريحا تحركها، وقد يهتز الشجر لصوت الجواري، فيتناغم مع صوتها فلا يدرى أيهما أحسن، ويسمعون من كل لهو كان في الدنيا، وقد عقد ابن القيم بابا في ذكر سماع الجنة وغناء الحور العين وما فيه من الطرب واللذة، ذكر فيه أنواعا من السماع ورد في النصوص الشرعية، ثم قال: "ولهم سماع أعلى من هذا يضمحل دونه كل سماع، وذلك حين يسمعون كلام الرب جل جلاله، وخطابه، وسلامه عليهم، ومحاضرته


(١) إسناده حسن، فيه مسكين بن بكير وهو صدوق يخطئ وكان صاحب حديث التقريب (٦٦٥٩)، لكن أخرج له الشيخان، وقال الحافظ في الفتح (٨/ ٢٠٦): "ليس له -شيخ البخاري محمد- ولا لشيخه مسكين بن بكير إلا هذا الحديث الواحد"، وفي المقدمة (٤٦٣): "خطّأ أحمد بعض حديثه"، والذي يظهر أنه إنما يخطئ عن شعبة خاصة كما في شرح علل الترمذي (٢/ ٧٠٥)، وترجمته من تهذيب الكمال، أما باقي أخطائه فمحتملة واللَّه أعلم، صفة الجنة (٨٣) رقم (٢٥٩)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٦/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>