تضمنت الآثار السابقة الموزعة على المطالب الثلاثة بيان بعض أهم صفات الخوارج، وهي:
تكفيرهم للمسلمين، بل لخيارهم فقد كفّروا علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، وقد كانوا معه وفي عسكره.
وتقربهم إلى اللَّه بزعمهم بقتلهم، فتجدهم يتبايعون على ذلك كما تبايع الثلاثة على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص رضي اللَّه عنهم، بل شرطت قطام خطيبة أحدهم وهو ابن ملجم أن يكون من مهرها رأس علي -رضي اللَّه عنه-، فاستفرغ جهده كله، واستبقى نفسه للقيام بهذه الجريمة المنكرة لأنه عدها أعظم أجرا، وكان هذا الأمر عندهم من الوضوح بمكان بحيث لم يستشكلوه أبدا، ولذلك أنكر عليهم ابن عمر -رضي اللَّه عنه- سؤالهم عن دم البعوض، مع عدم تورعهم عن دماء خيار المسلمين وخاصتهم.
وأقلُّ ذلك أذيتهم بأي نوع من الإيذاء، وذلك عندما تعجز سيوفهم عن النيل من أهم السنة والمسلمين عموما؛ يبسطون عليهم ألسنتهم بالسوء، وينالون منهم كلما استطاعوا من أنواع الأذية والنكال.
وهذه الصفات هي من أهم صفات الخوارج تكفير المسلمين ثم قتالهم، وكل أذية أو مضايقة ونحوها فإنما ناشئة عما سبق، وهذا الأمر مما
= رقم (١٩٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٤٩٧)، وابن الجوزي في المنتظم (٢/ ٢٤٥) وغيرهم.