للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحزن؟ فقال: إلى الكمد. . . " (١).

ولا شك أن فتح باب النقل عن الرهبان وسؤالهم والأخذ عنهم كان من أسباب هلاك كثير من العُبَّاد والصوفية، فليسوا أهلا لأن يأخذ عنهم المسلم أمور الدين، وما كان عندهم من حق ففي ديننا ما يغني عنه، وكذا الأمر بالنسبة للرواية من كتبهم (٢)، ولعل أحسن ما يعتذر به للمصنف في هذا المقام ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية لما اعترض عليه البكري استدلالة بحديث مضعف فأجابه بقوله: "هذا الخبر لم يذكر للاعتماد عليه، بل ذكر في ضمن غيره، ليتبين أن معناه موافق للمعاني المعلومة بالكتاب والسنة، كما أنه إذا ذكر حكم بدليل معلوم ذكر ما يوافقه من الآثار، والمراسيل، وأقوال العلماء، وغير ذلك؛ لما في ذلك من الاعتضاد والمعاونة، لا لأن الواحد من ذلك يعتمد عليه في حكم شرعي، ولهذا كان العلماء متفقين على جواز الاعتضاد والترجيح بما لا يصلح أن يكون هو العمدة، من الأخبار التى تكلم في بعض رواتها، لسوء حفظ أو نحو ذلك، وبآثار الصحابة والتابعين، بل بأقوال المشايخ، والإسرائيليات، والمنامات، مما يصلح للاعتضاد، فما يصلح للاعتضاد نوع، وما يصلح للاعتماد نوع" (٣).

[رابعا: الكلام في الأنبياء.]

١٢ - فمن ذلك ما ورد من قول مالك بن عوف رضي اللَّه عنه في النبي صلى اللَّه عليه وسلم لما أعطاه كما أعطى المؤلفة في غزوة الطائف،


(١) الهم والحزن رقم (٦٩).
(٢) انظر كتاب أضواء على التصوف (٨٥ - ١٠٠).
(٣) الرد على البكري (١/ ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>