للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وردَّ عليه أهله وماله، فأثنى عليه بأبيات:

أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي ... ومتى تشأ يخبرك عما في غد (١)

١٣ - عن سعيد بن جبير قال: "كانت فتنة داود عليه السلام في النظر" (٢).

فهذان الأثران تضمنا أمرين عظيمين نسبا إلى نبيّين كريمين من أنبياء اللَّه تعالى، الأولى: دعوى أن النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يعلم ما في غد، والثاني: نسبة الخيانة إلى نبي اللَّه داود عليه السلام، فأما دعوى علم ما في الغد لنبينا فقد ثبت أنه لا يعلم ما في غد من وجوه كثيرة لعل من أبرزها إنكاره صلى اللَّه عليه وسلم على من نسب ذلك إليه وردّه بأنه لا يعلم الغيب إلا اللَّه (٣)، وأما قصة نبي اللَّه داود فقد أنكرها جمع من العلماء، وذكروا براءة نبي اللَّه داود عليه السلام مما يشير إليه هذا الأثر، وأن تفاصيل هذه القصة مأخوذة عن أهل الكتاب، ولهذا قال ابن كثير رحمه اللَّه: "وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هاهنا قصصا وأخبارا أكثرها إسرائيليات، ومنها ما هو مكذوب لا محالة، تركنا إيرادها في كتابنا قصدا، اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم، واللَّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (٤).


(١) مكارم الأخلاق رقم (٤٠٩).
(٢) الورع رقم (٦٣).
(٣) انظر فتح الباري (٨/ ٥١٤)، (٩/ ٢٠٣)، (١٣/ ٣٦٣).
(٤) قصص الأنبياء (٢/ ٢٧٢)، وانظر لمناقشة المسألة كتاب عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم للدكتور محمد الحديدي (٣٥٢ فما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>