للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمن أثر أبي صالح تفسير استهزاء اللَّه بالكفار، وأنه يقع يوم القيامة لما يفتح للكفار باب فيهرعون إليه لكي يخرجوا من النار ثم يغلق عليهم، وهو مروي عن ابن عباس، وللآية تفسيرات أخرى لا تخرج عن مثل هذا معنى (١)، كما سيأتي بعد هذا في الخداع، قال ابن جرير الطبري -رحمه اللَّه- بعدما نقل الأقوال في تفسير الاستهزاء: "الصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا: أن معنى الاستهزاء في كلام العرب: إظهار المستهزئ للمستهزئ به من القول والفعل ما يرضيه، ويوافقه ظاهرا، وهو بذلك من قبله وفعله به مورثه مساءةً باطنا، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر. . . إذ كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل، دون أن يكون ذلك معناه في حالٍ فيها المستهزئ بصاحبه له ظالم، أو عليه فيها غير عادل، بل ذلك معناه في كل" (٢)، قال ابن كثير: "المكر والخداع والسخرية على وجه اللعب والعبث منتف عن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- بالإجماع، وأما على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك" (٣).


= القرطبي في تفسيره من طريق ابن المبارك (١٩/ ٢٦٨)، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير (٩/ ٦١)، والبغوي كذلك (١/ ٥٢).
(١) انظر التخريج السابق.
(٢) تفسير ابن جرير (١/ ١٣٣).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>