تضمنت الآثار السابقة بيان أمر البعث، وقدرة اللَّه -عزَّ وجلَّ- عليه، وأنه لا يعجزه شيء، وكل شيء أمام قدرته تعالى هين، مهما تعاظمه الخلق، وأنه يحصل بأمر حسي وهو نزول ماء من تحت العرش، فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى، ثم يحصل فزع الناس عند هذا القيام، ويشتد على بعضهم حتى إن أهل الضلالة يتسكعون في الظلمات.
قال ابن أبي العز:"الإيمان بالمعاد مما دل عليه الكتاب، والسنة، والعقل، والفطرة السليمة؛ فأخبر اللَّه سبحانه عنه في كتابه العزيز، وأقام الدليل عليه، وردَّ على منكريه في غالب سور القرآن، وذلك: أن الأنبياء عليهم السلام كلهم متفقون على الإيمان باللَّه؛ فإن الإقرار بالرب عام في بني آدم، وهو فطري كلهم يقر بالرب إلا من عاند كفرعون، بخلاف الإيمان باليوم الآخر؛ فإن منكريه كثيرون ومحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- لما كان خاتم الأنبياء، وكان قد بعث هو والساعة كهاتين، وكان هو الحاشر المقفي، بَيَّن تفصيل الآخرة بيانا لا يوجد في شيء لمن كتب الأنبياء"(١)، قال ابن كثير: "قد علمتم أن اللَّه أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا؛ فخلقكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة وهي البداءة، قادر على النشأة الأخرى وهي الإعادة