للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بطريق الأولى والأحرى" (١)، وهذا أسلوب من أساليب القرآن في إثبات المعاد قال شيخ الإسلام: "من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السماوات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم، والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك، وكذلك استدلاله على ذلك بالنشاة الأولى في مثل قوله {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}، ولهذا قال بعد ذلك: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٢) " (٣)، وتفصيل هذا أن: "الإنسان يعلم الإمكان الخارجي، تارة بعلمه بوجود الشيء، وتارة بعلمه بوجود نظيره، وتارة بعلمه بوجود ما هو أبلغ منه؛ فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولى بالإمكان منه، ثم إنه إذا بُيِّن كون الشيء ممكنا فلا بد من بيان قدرة الرب عليه، وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفي في إمكان وقوعه إن لم تعلم قدرة الرب على ذلك فبين سبحانه هذا كله" (٤).

ومن ذلك ذكره للطريقة التي يحصل بها البعث بإنزال ماء من تحت العرش، قال ابن كثير عند قوله تعالى: {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}: "كما أحيينا هذه الأرض بعد موتها كذلك نحيي الأجساد بعد صيرورتها رميما يوم


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٧٨).
(٢) سورة الروم، الآية (٢٧).
(٣) درء التعارض (١/ ٢١).
(٤) مجموع الفتاوى (٣/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>