للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد أصاب السمت، أتدرون ما الاقتصاد؟ هو الشيء الذي ليس فيه غلو ولا تقصير" (١).

[التحليل والتعليق]

تضمنت الآثار السابقة حرص علماء الأمة على بيان طريق السلف وهديهم، وأن سلوكه هو الذي ينجي صاحبه، والعمل مهما كانت نية صاحبه حسنة، يجب أن يكون على وفق هدي السلف ومنهجهم، فمتى كان مخالفا لذلك فهو مبتدَع مرفوض، فالوليد وعباد الخواص وابن غالب جميعهم أنكروا الهيئة المنكرة التي رأوا بعض العُبَّاد عليها، لما فيها من مخالفة منهج المسلمين واتباع غير سبيلهم، ولذلك كان أثر سفيان رحمه اللَّه معيارا في معرفة الزهد، وأنه ليس بأكل الغليظ، ولبس العباءة، وما حكاه عن السلف أنهم كانوا يكرهون الشهرتين، كل ذلك يؤكد أهمية اتباع سبيل السلف كي لا يقع المرء في البدعة، ويكون فعله وقوله ونياته جميعا على السنة؛ فإنه كما قال الإمام مالك رحمه اللَّه: "ما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا" (٢).

وفي قول سفيان بن حسين فائدة مهمة، وهي: أن ما كان مشروعا، فليس الاهتمام به وحده وإهمال باقي أحكام الدين من طريقة السلف، بل


(١) إسناده لين، عمر بن علي هو المقدمي ثقة وكان يدلس شديدا التقريب (٤٩٨٦)، إصلاح المال (٣٠٢) رقم (٣٢٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٦٨) من طريق المفضل به.
(٢) الاحكام لابن حزم (٦/ ٢٢٥)، ومنهج الإمام مالك في إثبات العقيدة (٩٩) ونسبه للشاطبي فقط، وهو فيه غير مسند وعند ابن حزم مسندا.

<<  <  ج: ص:  >  >>