للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المسألة الأولى: الآثار الواردة في تسليط بعض الحيات عليهم بعد موتهم.]

٨١ - حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو إسحاق صاحب الشاة (١) قال: "دعيت إلى ميت لأغسله، فلما كشفت الثوب عن وجهه إذا بحيّة قد تطوّقت على حلقه، فذكر من عظمها قال: فخرجت ولم أغسله، قال: ذكروا أنه كان يشتم السلف" (٢).

[التحليل والتعليق]

تضمن أثر أبي إسحاق إثبات بعض ما يناله صاحب البدعة بعد موته من أنواع العذاب، وقد ذكر ابن القيم رحمه اللَّه هذا الأثر في كتابه الروح في معرض بيانه إمكانية إطلاع اللَّه لعباده على بعض أنواع عذاب القبر، وهو أحد أوجه الرد على الملاحدة منكري عذاب القبر، وذكر أنه: "يقع أحيانا لمن شاء اللَّه أن يريه ذلك" (٣)، قلت: وله سبحانه وتعالى في ذلك الحكمة البالغة، والآيات الباهرة، ولو لم يكن إلا اتعاظ أهل البدع وترهيبهم من وخيم أفعالهم، وسوء منقلبهم، ولذلك فإنك تجد أن كثيرا من هذه العقوبات التي حصيت لهؤلاء كانت عبرة لغيرهم، أو عبرة لهم أنفسهم إن حصلت في الدنيا.


(١) ووقع عند ابن القيم في الروح "الشاط"، والذي يظهر لي أنه السلعة، وهو أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، أبو إسحاق البزاز، صاحب السلعة، صدوق مات سنة (٢٥٠ هـ)، التقريب (٨).
(٢) إسناده حسن؛ شيخ المصنف صدوق كما سيأتي (١٥١)، القبور (١٢٠) رقم (١٢٩)، وابن القيم عن المصنف في الروم (٧٠) وفيه أنه كان يسب الصحابة، والسيوطي في شرح الصدور (١٨٤).
(٣) الروح (١/ ٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>