للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التحليل والتعليق]

تضمن الأثران السابقان تعوّذ السلف من الفتن، وتمنّي بعضهم الموت قبل حلولها، فقد كان عامة كلام عمار: عائذ باللَّه من فتنة، وحمد اللَّه حذيفة على موته قبل وقوع الفتن قادتها وعلوجها، وقد سبق التعليق على تمني الموت قبل وقوع البدع والفتن في الباب الأول (١)، وقد عقد المروزي في كتاب الفتن بابا فيمن رخص في تمنى الموت لما يفشوا في


= كما سبق (٢٧٩)، لكن تابعه السري بن يحيى عند أبي نعيم وهو ثقة التقريب (٢٢٣٦)، وتابع الحسن هارون المدني عند الربعي كذا ولعله أبو هارون المدني الحناط فهو الذي يروي عنه ابن عيينة وهو ثقة، التقريب (٧٠٧٩)، المحتضرين (١١٢) رقم (١٣٠)، وانظر كذلك رقم (٣٥٥)، والربعي في وصايا العلماء (٥٤)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢٨٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٢٩٧)، و (٣٩/ ٤٧٩) وفيه أن هذا الكلام قاله حين قتل عثمان -رضي اللَّه عنه- ولفظه: "أن حذيفة بن اليمان في مرضه الذي هلك فيه كان عنده رجل من إخوانه وهو يناجي امرأته، ففتح عينيه فسألهما فقالا: خير، فقال: إن شيئا تسرانه دوني ما هو بخير، قال: قتل الرجل يعني عثمان، قال: فرجع ثم قال: اللهم إن كنت من هذا الأمر بمعزل فإن كان خيرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء، وإن كان شرا فهو لمن حضره وأنا منه بريء، اليوم نفرت القلوب بأنفارها، الحمد للَّه الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها، الحظي من تردى بعيره فشيع شحما وقل عمله"، وذكره الذهبي في السير (٢/ ٣٦٨).
(١) المطلب الثاني: تمني الموت قبل وقوع البدع.

<<  <  ج: ص:  >  >>